الأخبار
مسؤول مغربي يحتفل بالشراكة مع إسرائيل ويستشرف تعاونا معززا في أفريقيا
تستمر الدينامية الدبلوماسية التي انطلقت في نهاية 2020 في إعادة تعريف التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية للمملكة. بعيدًا عن كونها مجرد اتفاق بروتوكولي، فإن استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب يندرج ضمن رؤية طويلة الأمد، يقودها براغماتية اقتصادية وأمنية محسوبة. لقد أبرز مسؤول مغربي مؤخرًا التقدمات المهمة لهذا التقارب، مشيرًا إلى أن الطموحات تجاوزت الآن الإطار الثنائي لتستهدف مشروعا قاريًا مشتركًا.
تعزيز الاستراتيجية للاتفاقات الموقعة في 2020 حتى أفق 2025
منذ توقيع الاتفاق الثلاثي برعاية الولايات المتحدة، أظهر المغرب ثباتًا ملحوظًا في سياسته الدبلوماسية. رغم أن السياق الإقليمي يبقى معقدًا، لا سيما بسبب التوترات في الشرق الأوسط، تواصل الرباط الحفاظ على مواقفها بما يخدم مصالحها الوطنية. لا تقتصر التطبيع على تبادل المجاملات الدبلوماسية؛ بل يرتكز على مشاريع ملموسة وبنيوية.
تتيح هذه المقاربة، التي وصفها المراقبون الدوليون بـ”الرقيقة”، للمملكة الاستفادة من تقنيات متطورة مع تعزيز موقعها على الساحة الدولية. يُنظر إلى الشراكة مع الدولة العبرية كمسرّع للتنمية، يمس قطاعات حيوية مثل الزراعة، وإدارة المياه، وبالطبع صناعة الدفاع. الهدف واضح: تحويل الروابط التاريخية والثقافية — ولا ننسى الشتات اليهودي المغربي الهام — إلى محركات نمو ملموسة للاقتصاد الوطني.
تصاعد التعاون العسكري والأمني
يُعتبر أحد الدعائم الأكثر وضوحًا لهذا التقارب هو مجال الدفاع. في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، اختار المغرب تسريع تحديث قواته المسلحة الملكية (FAR). ضمن ميزانية 2025، تم تخصيص زيادة ملحوظة بنسبة 7% للدفاع، مما يعكس رغبة الرباط في الحفاظ على تفوق استراتيجي.
يتجسد هذا التعاون الدولي في اقتناء معدات تكنولوجية متقدمة، وكذلك في طموح صناعي محلي. لم يعد الأمر مقتصرًا على الشراء الجاهز، بل يهدف إلى التشارك في التطوير. تُبرز المناقشات المتعلقة بإقامة مصانع للطائرات المسيرة على الأراضي المغربية هذه الرغبة في نقل التكنولوجيا. تُتيح هذه التحالف الاستراتيجي للمغرب تنويع مورديه مع الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية المعترف بها عالميًا في مجال المراقبة والدفاع السيبراني 🛡️.
المحاور الأولية للتعاون الثنائي
بعيدًا عن المجال العسكري، تتبلور التبادلات حول أقطاب تنافسية أساسية لمستقبل السوق المغربي. فيما يلي نظرة عامة على المجالات التي يبرز فيها التعاون بصورة فعلية:
| القطاع الرئيسي 🔑 | طبيعة التعاون | الأثر المتوقع للمغرب 📈 |
|---|---|---|
| صناعة الدفاع | التشارك في إنتاج الطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة | الاستقلال الاستراتيجي ورفع الكفاءة التكنولوجية |
| اللوجستيك البحري | اتفاق الملاحة الحرّة وتطوير الموانئ | تحسين تدفقات التجارة والمنافسة اللوجستية |
| الزراعة والمياه | تقنيات الري وتحلية المياه | المرونة في مواجهة ضغوط ندرة المياه والأمن الغذائي |
| السياحة والثقافة | خطوط جوية مباشرة والترويج للتراث | تنويع الأسواق المصدرة واستخدام القوة الناعمة |
إفريقيا كأفق جديد للتعاون المغربي-الإسرائيلي
الطموح الذي أبداه المسؤولون المغاربة لا يتوقف عند حدود المملكة. يتبوأ المغرب موقعًا أكثر من أي وقت مضى كبوابة لا غنى عنها نحو القارة الإفريقية. في هذا الإطار، ترى إسرائيل في الرباط شريكًا موثوقًا لاختراق أسواق إفريقية في توسع مستمر. الرؤية تتمثل في مثلث: التكنولوجيا الإسرائيلية، والخبرة والشبكة الدبلوماسية المغربية، والموارد أو الاحتياجات الإفريقية.

يهدف هذا التعاون الثلاثي إلى تصدير نماذج نجاح، لا سيما في الزراعة الدقيقة والطاقة المتجددة، إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء. ومن خلال تسهيل وصول المستثمرين الإسرائيليين إلى القارة، يعزز المغرب مكانته كمركز إقليمي وواحد من الرواد القاريين، مع ضمان أمن إقليمي متصاعد عبر التنمية الاقتصادية المشتركة 🌍.
البراغماتية الاقتصادية والمرونة اللوجستية
لدعم هذه الطموحات، يجب أن تواكب البنى التحتية. تلعب إعادة تنشيط وتعزيز الاتفاقات البحرية، التي بدأت منذ مايو 2023، دورًا حاسمًا. الهدف هو تيسير نقل البضائع بين البلدين مع ضمان منافسة عادلة وملاحة حرة. بالنسبة للشركات المغربية، يفتح هذا آفاقًا جديدة للتصدير ويسهل استيراد المدخلات التكنولوجية اللازمة للصناعة المحلية.
على الرغم من الاضطرابات الجيوسياسية، يبقى التنمية الاقتصادية أولوية قصوى. يلاحظ الفاعلون الاقتصاديون استمرار الأعمال، مدفوعة بمنطق “السياسة الواقعية”. يفصل المغرب ببراعة بين مواقفه الدبلوماسية ومصالحه الاقتصادية الحيوية، مما يضمن استمرارية المشاريع القائمة.
لماذا يصمد هذا الشراكة أمام الأزمات؟
تفسر متانة هذه العلاقة بعوامل هيكلية عدة تتجاوز الظروف السياسية المؤقتة:
- ✅ الروابط الإنسانية: تظل الجالية ذات الأصل المغربي في إسرائيل جسرًا صلبًا غير قابل للهدم بين البلدين.
- ✅ المصلحة الأمنية المشتركة: في مواجهة التهديدات غير المتكافئة، أصبح التعاون في مجال الاستخبارات أمرًا ضروريًا.
- ✅ السيادة التكنولوجية: يحتاج المغرب إلى شركاء تكنولوجيين مرنين للنجاح في انتقاله الصناعي.
- ✅ الاعتراف الدبلوماسي: يظل الدعم الضمني أو الصريح لقضية الصحراء حجر الزاوية في هذه العلاقة الدبلوماسية.
ما هي الفوائد الاقتصادية للشركات المغربية؟
تستفيد الشركات المغربية من وصول مميز إلى تقنيات متقدمة (التكنولوجيا الزراعية، الأمن السيبراني، المياه) وفرص تصدير إلى سوق ذات قدرة شرائية عالية، إلى جانب الاستفادة من المشاريع المشتركة الصناعية.
كيف يتم ترجمة التعاون في إفريقيا؟
يعمل المغرب كمركز لوجستي ودبلوماسي، مسهلًا إقامة المشاريع الإسرائيلية في غرب إفريقيا، لا سيما في قطاعات الزراعة والطاقة المتجددة.
هل يؤثر السياق الجيوسياسي على الاتفاقات؟
إذا كان السياق الإقليمي قد يبطئ بعض الجوانب الظاهرة للتطبيع، فإن التعاون الأمني والاقتصادي الأساسي مستمر، بقيادة المصالح الاستراتيجية الوطنية للمغرب.
